Bacaan Maulid Al-Barzanji Bab I-VI

Bab I: Abtadiul imlâ-a
مَوْلِدُ الْبَرْزَنْجِيِّ
﴿الْجَنَّةُ وَنَعِيْمُهَا
سَعْدٌ لِمَنْ يُصَلِّيْ وَيُسَلِّمُ وَيُبَارِكُ عَلَيْهِ﴾
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
أَبْتَدِئُ الْإِمْلَاءَ بِاسْمِ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ. مُسْتَدِرًّا فَيْضَ
الْبَرَكَاتِ عَلَى مَا أَنَالَهُ وَأَوْلَاهُ. وَأُثَنِّيْ بِحَمْدٍ مَوَارِدُهُ
سَائِغَةٌ هَنِيَّةٌ. مُمْتَطِيًا مِنَ الشُّكْرِ الْجَمِيْلِ مَطَايَاهُ.
وَأُصَلِّيْ وَأُسَلِّمُ عَلَى النُّوْرِ الْمَوْصُوْفِ بِالتَّقَدُّمِ
وَالْأَوَّلِيَّةِ. اَلْمُنْتَقِلِ فِي الْغُرَرِ الْكَرِيْمَةِ وَالْجِبَاهِ.
وَأَسْتَمْنِحُ اللهَ تَعَالَى رِضْوَانًا يَخُصُّ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ
النَّبَوِيَّةَ. وَيَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَالْأَتْبَاعَ وَمَنْ وَالَاهُ.
وَأَسْتَجْدِيْهِ هِدَايَةً لِسُلُوْكِ السُّبُلِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ.
وَحِفْظًا مِنَ الْغَوَايَةِ فِيْ خِطَطِ الْخَطَاءِ وَخُطَاهُ. وَأَنْشُرُ مِنْ
قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ بُرُوْدًا حِسَانًا عَبْقَرِيَّةً. نَاظِمًا
مِنَ النَّسَبِ الشَّرِيْفِ عِقْدًا تُحَلَّى الْمَسَامِعُ بِحُلَاهُ.
وَأَسْتَعِيْنُ بِحَوْلِ اللهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ الْقَوِيَّةِ. فَإِنَّهُ لَا
حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾
Bab II: Waba‘du fa-aqûlu
وَبَعْدُ؛ فَأَقُوْلُ هُوَ سَيِّدُنَا
مُحَمَّدٌ ࣙ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
وَاسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّةُ. ابْنِ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ
عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ الَّذِيْ يَنْتَمِي الْاِرْتِقَاءُ
لِعُلْيَاهُ. اِبْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ مُجَمِّعٌ سُمِّيَ بِقُصَيٍّ لِتَقَاصِيْهِ
فِيْ بِلَادِ قُضَاعَةَ الْقَصِيَّةِ. إِلَى أَنْ أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْحَرَمِ
الْمُحْتَرَمِ فَحَمَى حِمَاهُ. اِبْنِ كِلَابٍ وَاسْمُهُ حَكِيْمُ ابْنُ مُرَّةَ
بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ وَاسْمُهُ قُرَيْشٌ وَإِلَيْهِ
تُنْسَبُ الْبُطُوْنُ الْقُرَشِيَّةُ. وَمَا فَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَا جَنَحَ
إِلَيْهِ الْكَثِيْرُ وَارْتَضَاهُ. اِبْنِ مَالِكِ ابْنِ النَّضْرِ بْنِ
كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ
أَهْدَى الْبُدْنَ إِلَى الرِّحَابِ الْحَرَمِيَّةِ. وَسُمِعَ فِيْ صُلْبِهِ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ اللهَ تَعَالَى وَلَبَّاهُ.
اِبْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَهٰذَا سِلْكٌ نَظَّمَتْ
فَرَآئِدَهُ بَنَانُ السُّنَّةِ السَّنِيَّةِ. وَرَفْعُهُ إِلَى الْخَلِيْلِ
إِبْرَاهِيْمَ أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَأَبَاهُ. وَعَدْنَانُ بِلَا رَيْبٍ
عِنْدَ ذَوِي الْعُلُوْمِ النَّسَبِيَّةْ. إِلَى الذَّبِيْحِ إِسْمَاعِيْلَ نِسْبَتُهُ
وَمُنْتَمَاهُ. فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَأَلَّقَتْ كَوَاكِبُهُ
الدُّرِّيَّةُ. وَكَيْفَ لَا وَالسَّيِّدُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاسِطَتُهُ الْمُنْتَقَاهُ.
حَـبَّذَا عِقْدُ سُوْدَدٍ
وَفَخَـــــارٍ ۞ أَنْتَ فِيْهِ الْيَتِيْمَةُ الْعَصْمَاءُ
وَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَسَبٍ طَهَّرَهُ
اللهُ تَعَالَى مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ. أَوْرَدَ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ
وَارِدَهُ فِيْ مَوْرِدِهِ الْهَنِيِّ وَرَوَاهُ
حَفِظَ الْإِلـٰهُ كَرَامَــــةً
لِمُحَـمَّدٍ ۞ آبَاءَهُ الْأَمْجَادَ صَوْنًا لاِسْمِهِ
تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ
عَارُهُ ۞ مِنْ آدَمٍ وَإِلَى أَبِيْهِ وَأُمِّــهِ
سَرَاةٌ سَرَى نُوْرُ النُّبُوَّةِ فِيْ
أَسَارِيْرِ غُرَرِهِمُ الْبَهِيَّةِ. وَبَدَرَ بَدْرُهُ فِيْ جَبِيْنِ جَدِّهِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَابْنِهِ عَبْدِ اللهِ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾
Bab III: Wa lammâ arâdallâh
وَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى
إِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ. وَإِظْهَارَهُ جِسْمًا وَرُوْحًا
بِصُوْرَتِهِ وَمَعْنَاهُ. نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ
الزُّهْرِيَّةِ. وَخَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِأَنْ تَكُوْنَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهُ.
وَنُوْدِيَ فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِأَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّةِ.
وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ. وَكُسِيَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ
طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلًا سُنْدُسِيَّة. وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ
وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِي جَنَاهُ. وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ
لِقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْأَلْسُنِ الْعَرَبِيَّة. وَخَرَّتِ الْأَسِرَّةُ
وَالْأَصْنَامُ عَلَى الْوُجُوْهِ وَالْأَفْوَاهَ. وَتَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ
الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَدَوَابُّهَا الْبَحْرِيَّةُ. وَاحْتَسَتِ
الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأْسَ حُمَيَّاهْ. وَبُشِّرَتِ الْجِنُّ
بِإِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتَهَكَتِ الْكَهَانَةُ وَرَهِبَتِ الرَّهْبَانِيَّة.
وَلَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حِبْرٍ خَبِيْرٍ وَفِيْ حُلَا حُسْنِهِ تَاه. وَأُتِيَتْ
أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا إِنَّكِ قَدْ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ
الْعَالَمِيْنَ وَخَيْرِ الْبَرِيَّة. وَسَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِهِ مُحَمَّدًا
لِأَنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾
Bab IV: Wa lammâ tamma
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْرَانِ
عَلَى مَشْهُوْرِ الْأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّة. تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ
الْمُنَوَّرَةِ أَبُوْهُ عَبْدُ الله. وَكَانَ قَدِ اجْتَازَ بِأَخْوَالِهِ بَنِيْ
عَدِيٍّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّة. وَمَكَثَ فِيْهِمْ شَهْرًا سَقِيْمًا
يُعَانُوْنَ سُقْمَهُ وَشَكْوَاه. وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الرَّاجِحِ
تِسْعَةُ أَشْهُرٍ قَمَرِيَّة. وَآنَ لِلزَّمَانِ أَنْ يَنْجَلِيَ عَنْهُ صَدَاه.
حَضَرَ أُمَّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ آسِيَةُ وَمَرْيَمُ فِيْ نِسْوَةٍ مِنَ
الْحَظِيْرَةِ الْقُدْسِيَّة. وَأَخَذَهَا الْمَخَاضُ فَوَلَدَتْهُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُوْرًا يَتَلَأْلَأُ سَنَاه.
وَمُحَيًّـا كَالشَّمْسِ مِنْكَ
مُضِيْءُ ۞ أَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ
لَيْــــــلَةُ الْمَــوْلِدِ الَّذِيْ
كَانَ لِلدِّيـْـ ۞ ـنِ سُرُوْرٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ
يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَــةُ
وَهْبٍ ۞ مِنْ فَخَارٍ مَا لَمْ تَنَلْهُ النِّسَآءُ
وَأَتَتْ قَوْمَهَـــــا
بِأَفْضَـــــلَ مِمَّـــــا ۞ حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ
مَوْلِدٌ كَانَ مِنْـــهُ فِيْ طَالِعِ
الْكُفْـ ۞ ـرِ وَبَالٌ عَلَيْهِمُ وَوَبَاءُ
وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ
قَد ۞ وُلِدَ الْمُصْطَفَى وَحَقَّ الْهَنَاءُ
هَذَا، وَقَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ
عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْ رِوَايَةٍ وَرَوِيَّة.
فَطُوْبَى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَايَةَ
مَرَامِهِ وَمَرْمَاهُ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾
Bab V: Wa baraza shallallâhu
وَبَرَزَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ
الْعَلِيَّةِ. مُوْمِيًا بِذٰلِكَ الرَّفْعِ إِلَى سُوْدَدِهِ وَعُلَاهُ.
وَمُشِيْرًا إِلَى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلَى سَائِرِ الْبَرِيَّةِ. بِأَنَّهُ
الْحَبِيْبُ الَّذِيْ حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَسَجَايَاهُ. وَدَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ
الْمُطَّلِبِ وَهُوَ يَطُوْفُ بِهَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ. فَأَقْبَلَ مُسْرِعًا
وَنَظَرَ إِلَيْهِ وَبَلَغَ مِنَ السُّرُوْرِ مُنَاهُ. وَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ
الْغَرَّاءَ وَقَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوْصِ النِّيَّــــةِ. وَيَشْكُرُ اللهَ
تَعَالَى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ. وَوُلِدَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِيْفًا مَخْتُوْنًا مَقْطُوْعَ السُّرِّ بِيَدِ الْقُدْرَةِ
الْإِلٰهِيَّةِ. طَيِّبًا دَهِيْنًا مَكْحُوْلَةً بِكُحْلِ الْعِنَايَةِ
عَيْنَاهُ. وَقِيْلَ خَتَنَهُ جَدُّهُ بَعْدَ سَبْعِ لَيَالٍ سَوِيَّةٍ.
وَأَوْلَمَ وَأَطْعَمَ وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾
Bab VI: Wa dhahara
وَظَهَرَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ خَوَارِقُ
وَغَرَائِبُ غَيْبِيَّةٌ. إِرْهَاصًا لِنُبُوَّتِهِ وَإِعْلَامًا بِأَنَّهُ
مُخْتَارُ اللهِ تَعَالَى وَمُجْتَبَاهُ. فَزِيْدَتِ السَّمَاءُ حِفْظًا وَرُدَّ
عَنْهَا الْمَرْدَةُ وَذَوُا النُّفُوْسِ الشَّيْطَانِيَّةِ. وَرَجَمَتِ
النُّجُوْمُ النـَّــيِّرَاتُ كُلَّ رَجِيْمٍ فِيْ حَالِ مَرْقَاهُ. وَتَدَلَّتْ
إِلَيْهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ.
وَاسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وِهَادُ الْحَرَمِ وَرُبَاهُ. وَخَرَجَ مَعَهُ نُوْرٌ
أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةُ. فَرَآهَا مَنْ بِبِطَاحِ
مَكَّةَ دَارُهُ وَمَغْنَاه. وَانْصَدَعَ الْإِيْوَانُ بِالْمَدَائِنِ
الْكِسْرَوِيَّةِ. الَّذِيْ رَفَعَ أَنُوْشَرْوَانَ سَمْكَهُ وَسَوَّاهُ. وَسَقَطَ
أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ شُرَفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ. وَكُسِرَ مُلْكُ كِسْرَى
لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَعَرَاهُ. وَخَمَدَتِ النِّيرَانُ الْمَعْبُودَةُ
بِالْمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّة. لِطُلُوعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَإِشْرَاقِ
مُحَيَّاهُ. وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَكَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَقُمٍّ
مِنَ الْبِلَادِ الْعَجَمِيَّة. وَجَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا
الثَّجَّاجِ يَنَابِيعُ هَاتِيكَ الْمِيَاهِ. وَفَاضَ وَادِى سَمَاوَةَ وَهِيَ
مَفَازَةٌ فِي فَلَاةٍ وَبَرِيَّة. لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنْ قَبْلُ يَنْقَعُ
لِلظَّمْاٰنِ اللَّهَاةَ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوفِ بِالْعِرَاصِ الْمَكِيَّةِ. وَالْبَلَدِ الَّذِي لَا
يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ. وَاخْتُلِفَ فِي عَامِ وِلَادَتِهِ
وَفِي شَهْرِهَا وَفِي يَوْمِهَا عَلَى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّةٍ. وَالرَّاجِحُ
أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرٍ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ ثَانِي عَشَرِ شَهْرِ رَبِيعِ
الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيلِ الَّذِي صَدَّهُ اللّٰهُ عَنِ الْحَرَمِ وَحَمَاهُ
﴿عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ
الْكَرِيْمَ، بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ﴾